أسعار الذهب
لقد تم تداول سعر الذهب خلال الأسبوع الماضي في اتجاه يميل للإيجابية الصاعدة، فقد شهد الذهب طلباً كاحتياطيات تغطية وذلك بسبب انخفاض سعر صرف اليورو ثم شهدنا طلبات الذهب كاستثمار بديل في ظل انخفاض مؤشرات الأسهم الأمريكية و الأسهم الآسيوية خلال الاسبوع الماضي .
فقد أغلق مؤشر داوجونز بالتداولات بانخفاض مقداره 1.11% فيما شهدنا انخفاض مؤشر نيكاي بمقدار 1.12%.
كما انخفض الاحتياطي في صندوق النقد الدولي من الذهب بمقدار 15.1 طناً مترياً ( حوالي 486 ألف أونصة ) في وقت شهد احتياطي روسيا ارتفاعاً مقداره 5 طن متري.
هذا الانخفاض في احتياطي الذهب في صندوق النقد الدولي كان بفعل الحاجة إلى السيولة النقدية وسط مساعدات الصندوق للدول الأوروبية المتضررة جراء أزمة الديون السيادية.
في نفس الوقت، نرى بأن القلق ما زال واضحاً تجاه أزمة الديون ما قد تسببه في المستقبل من ضعف كبير في الاقتصاد الأوروبي من ناحية النمو في الناتج المحلي الإجمالي، الأزمة أجبرت الحكومات على تخفيض الإنفاق بشكل كبير و هذا ما يقلل الناتج المحلي الإجمالي مهدداً تعافي الاقتصاد الدولي ككل.
في ظل أزمة الديون الأوروبية، نرى اقتصاديات آسيا و دول المحيط الهادي تبدي تحسّنا ملحوظاً و ظهر بأن اقتصاد أستراليا استطاع أن يحقق نمواً للربع الخامس على التوالي و في وقت سابق أظهرت كندا نمواً أكبر من المتوقع و تم رفع سعر الفائدة على هذا الأساس. لكن في نفس الوقت نرى المتداولين قلقون جداً جراء الأزمة الأوروبية و ما سوف يتبع هذه الأزمة إلى جانب أن الانخفاض في أسواق الأسهم يسبب مزيداً من القلق و بهذا نرى المعادن الثمينة تتداول بشكل يوضّح القلق و الاتجاه نحو الذهب كاستثمار بديل و ملاذ آمن في وقت انخفضت فيه المضاربة على كل من الفضة و البلاتين.
خلال تداولات نيويورك الاسبوع الماضي ارتفع سعر الذهب بمقدار 0.73% و أغلق عند مستوى 1225.10 دولار للأونصة الواحدة فيما انخفض كل من سعر الفضة و البلاتين بمقدار 0.81% و 0.90% على التوالي وسط استمرار عمليات جني الأرباح المضاربية على هذه المعادن. أغلق سعر البلاتين تداولات نيويورك عند مستوى 1545.00 فيما أغلق سعر الفضة عند مستوى 18.41 دولار للأونصة الواحدة. .
تداولات لندن أيضاً شهدت ارتفاعاً في سعر الذهب، حيث ارتفع سعر الذهب في السعر المثبّت ( Fixed ) من مستواه الصباحي 1219.75 نحو مستوى الإغلاق المسائي 1227.75 دولار للأونصة الواحدة.
خلال الاسبوع الماضي ، كما نرى أن سعر الذهب انخفض قليلاً و كذلك كل من سعر الفضة و البلاتين. هذا الانخفاض كان بفعل بعض عمليات جني الأرباح المضاربية بعد أن اعتقد المتداولون بأن الذهب و المعادن الثمينة قد تفشل في الاستقرار قرب مستوياتها المرتفعة هذا و ارتفاع المخاوف تجاه الاقتصاد الدولي يسبب ضغوطاً سلبية على المعادن.
مما يشير إلى أن الذهب ما زال يشهد طلباً متنوعاً ليبقى تداوله على شكل رقصات جميلة من المعدن اللامع قرب السعر التاريخي له.
بين الملاذ الآمن جراء الأزمة الأوروبية، و بين الاستثمار البديل بسبب هشاشة الأسواق المالية نرى طلباً قوياً على الذهب. و كذلك مع التذبذب الكبير جداً في أسواق صرف العملات الأجنبية نرى المزيد من الحاجة للذهب ليكون احتياطي يحمي تغيرات القيمة النقدية للأصول من العملات و هذا ما يدفع مزيداً من القوى الشرائية على الذهب. لكن في النهاية نحن هذا الأسبوع أمام بيانات اقتصادية غاية في الأهمية قد تسبب تذبذباً هائلاً جداً في الأسواق المالية منها أيضاً أسواق المعادن الثمينة و لهذا يجب علينا أن نتابع أداء البيانات الاقتصادية للتنبّه لأي متغير فيها لكن بشكل إجمالي لا نتوقع تغيرات مفاجئة في فيض البيانات مما يرجّح استمرارية الوضع الحالي على ما هو عليه في أسعار المعادن في ميلها الصاعد على المدى المتوسط و طويل الأمد.
على الأنظمة الزمنية قصيرة الأمد و الأنظمة الزمنية اللحظية، لا شك أن التداول المضطرب هو المسيطر فيما نرى أيضاً بأن قوى المضاربة لا تنتهي مما يجعلنا لا نستبعد موجات هابطة و تصحيحات و تذبذب هائل. لكن كما أشرنا، الاتجاه الإجمالي ما زال صاعداً في أسعار المعادن على رأسها الذهب على وجه الخصوص.
Forex Vision Consulting
http://islamfx.com
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق